يظل عبد العزيز مخيون يمتعنا بأدواره وأدائه المتميز، ممثل لا يمتلك سوى قدراته، متمكن من أدواته الفنية، صوت لا تضعفه "بحة"، لا يقف في وجهه عائق، إحساس فني متدفق يستمسك بعروة المشاعر، ما إن تضاء الأنوار حتى يصبح جزءًا منها، بل سرعان ما يتحول ليصبح شعلة من الأداء، فوق خشبة المسرح، يضفي حضورًا قويًا على كل من حوله، بإمكانيات هائلة في التعبير، تخرج الكلمات عربية واضحة لا تخطئ الهدف كطلقات رصاص، وعندما تدور الكاميرا، لا تجد عبد العزيز مخيون، بل الشخصية التي يقدمها، ليس فقط الملابس التي ترتديها أو ماكياجها الخارجي، بل يتلون بلونها يتحدث بلسانها، يفرح من قلبه لفرحها، يحزن بصدق لحزنها، قادر على استدعاء الشر، رغم أنه ليس بداخله، لا يعرف التصنع ولا التكلف، يصل إلى أدواره من أبسط الطرق وأقصرها.. عبر الصدق الفني والمشاعر المتدفقة الصادقة.