يعد التلمسانى واحدا من رواد النقد السينمائى فى مصر، فهو من أوائل من كتبوا فى الصحف والصفحات الفنية المقالات النقدية التى تعبر عن آرائه وملاحظاته ورؤيته للفن السينمائى كما يجب أن يكون، وقد استفاد التلمسانى من تجربته المتشعبة فى حقل السينما وإلمامه بمختلف تخصصات الفيلم.
لم يتوقف اهتمام التلمسانى بالثقافة السينمائية عند حدود كتابة المقال لكنه قام أيضا بتأليف كتابين من أوائل الكتب النقدية المؤلفة عن السينما، والحقيقة أن الدافع فى تأليف الكتابين فى رأيى لم يكن سينمائيا فقط، وانما تعبيرا أيضا عن موقفه الأيديولوجى وأفكاره السياسية.
اهتم التلمسانى بتفاصيل اللغة السينمائية حيث يأتى التنوع بين اللقطات العامة والمتوسطة والقريبة لضرورة درامية وللمزج بين الحالة العامة والمشاعر الخاصة والمواجهات القوية، كما حرص فى كل لقطة على قوة التكوين وثراء التفاصيل..تلك التفاصيل التى لم تكن زوائد، بل أكسبت الأحداث والشخصيات معنى إيحائي يعمِّق المضمون الفكري للفيلم.. كما إستفاد التلمساني من جميع جزئيات السينما وأدواتها (الظل والنور، الصوت، الإكسسوار، المونتاج) وتوظيفها درامياً.
تجلت قدرة التلمسانى فى الحصول على التعبيرات المطلوبة بدقة من الممثلين كبر حجم أدوارهم أو صغر، عظمت خبراتهم أو لم توجد أصلا
كان "كامل التلمساني" علماً بارزاً، ليس في الوسط السينمائي فحسب، وإنما على صعيد الوسط الفنى والثقافي والفكري بشكل عام.. فقد كان داعية ومبشراً وصاحب رسالة ثقافية، وذلك بمحاولاته الجادة في نشر الاتجاه الواقعي في السينما.. كما أنه يمثل، مع كمال سليم وأحمد كامل مرسي، الجيل الثاني لمخرجي السينما المصرية.. الجيل الذي سعى إلى التعبير عن واقع المجتمع المصر وأزماته وهمومه، وأرسى اتجاهات الفيلم المصري أبّان العصر الذهبي لأستوديو مصر خلال الحرب العالمية الثانية